من يصدق أن رجل تمت مصادرة جميع امواله المنقولة وغير المنقولة في أن يصبح صاحب أغنى فضائية عراقية على الاطلاق بل أغنى مؤسسة إعلامية ,, لا تجاريها مؤسسة المدى أو أي مؤسسة عراقية اخرى . على العموم أود أن أعترف سعد البزاز شخصية إعلامية محترفة وتعرف كيف تعمل والدليل نجاحه عندما كان مديراً عاماً لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون في نهاية الثمانينيات ورئيساً لتحرير جريدة الجمهورية في مطلع التسعينيات . نعود للموضوع , بعد حرب الخليج الثانية (
حرب الكويت ) خرجت العديد من الكتب التي تتحدث عن هذه الحرب واحداثها وسمّي بــ الكتاب الأبيض فكان هناك كتاب أردني أبيض وآخر كويتي وسعودي وووو .. وقد رأت القيادة العراقية آنذاك أن هذه الكتب فيها مغالطات وقفز على الحقائق فكان من الضروري أن ينجز كتاب عراقي أبيض يروي تفاصيل وحقائق وتفاصيل من وجهة نظر عراقية وقد وقع الاختيار على الإعلامي اللامع سعد البزاز لينجز الكتاب وقد أرسل البزاز الى المملكة الأردنية لتوفير الأجواء المناسبة بعيداً عن الصمون ابو الفصم والدهن المتجمد والبيبسي ابو غاز اللحيم وشربت ابو التمر وجاي ابو التمر ( الكثير منكم أكيد يتذكر تلك الأيام الصعبة) المهم أرسل البزاز الى الأردن في أوائل التسعينيات بعيداً عن تلك ( الحصارية ) الأجواء وقد انجز الرجل الكتاب وأرسل المسودة الى الرئيس السابق صدام حسين وهو بدوره كلّف رئيس تحرير مجلة الف باء الأستاذ ( أ ـ ح ) بمراجعة الكتاب وتدوين الملاحظات وبالفعل قام الرجل بالمهمة وكانت المفاجأة !!!!!
المفاجأة كانت أن
البزاز طرح تسائل فُسّر بطريقة مستفزة , والتسائل يقول لماذا كان مصير من طالب بضم الكويت الى أحضان الوطن مات بطريقة غامضة جداً مثل الملك غازي والزعيم عبد الكريم قاسم رحمهما الله . المهم غضب صدام حسين على البزاز وكانت هذه الأشارة كافية للأطاحة برأس البزاز الذي لم يسكت فبعث بمقال الى عدي ( والبزاز كان وقتها نائب عدي في نقابة الصحفيين ) وقد نشرت الرسالة أو المقالة في الصفحة الأولى من جريدة بابل ( التي أعتبرها أنا شخصياً أفضل جريدة في تاريخ العراق وكنت من المتابعين لها يومياً ) يشرح فيها الظلم الذي وقع عليه وتصميم القيادة على تصفيته حال عودته الى بغداد وقد نشرها عدي فعلاً في جريدته ولكنه لم يتدخل لأن المسألة تخص حياة الرئيس ( علماً أن هذه المعلومات كانت معروفة للجميع في وقتها لأنها أصبحت كلام جرايد ) وعلى أثرها تمت مصادرة أموال البزاز المنقولة وغير المنقولة ( يعني أصبح بلا مال أو حلال ) وبعدها قامت ثائرة صدام حسين عندما ذهب البزاز برفقة شاعر العرب الأكبر الجواهري والعملاقالبياتيفي زيارة للسعودية بدعوة من الملك فهد وقد اسقط النظام السابق الجنسية العراقية عن البزاز لأن السعودية كانت تعتبر عدو ومحرض رئيسي للعراق ( والحمدلله لا زالت لحد الآن ) ويبدو أن هذه الزيارة قربت البزاز من السعودية منذ ذلك الحين ولحد هذه اللحظة ..
نرجع لمفارقات قناة الشرقية ..
المفارقة الأولى .. شاهدت الحلقات الاولى من مسلسل دار دور للمبدع قاسم الملاك والتي كانت هجوم صريح على الشرطة العراقية وعلى خططها وأجراءتها وبأنها قاسية جداً ولاتحب المواطن , لكن المفارقة أن هذه الشرطة نفسها أمّنت الحماية الكاملة لكادر المسلسل ووضعت آلياتها من سيارات ودراجات ومنتسبين في خدمة العمل ( وين أكو هيج ديمقراطية في كل العالم )
المفارقة الثانية .. أن
الستاف الذي يمثل في الشرقية دائماً وينتقد ( بشكل ديمقراطي ما موجود في أعرق ديمراطيات العالم فرنسا والولايات المتحدة ) مثل الممثل س . خ و م . ح وز . م و ع . م و م. ك والقائمة تطول .. الذين ينتقدون أيضاً السياسيين الذين يحملون الجنسية المزدوجة وهذا نقد عظيم لا جدال عليه , لكن المفارقة أن هؤلاء الممثلين لا يمكنهم زيارة بلدهم العراق .. مو يخافون من الدولة لا يابه لا .. أصلاً أعرف فنانيين هاجموا النظام السياسي الجديد لكن حال عودتهم عوقبوا بتسلمهم مناصب رفيعة في الدولة مثل ج ش ووووو .المهم أن هؤلاء الممثلين لا يمكنهم العودة للعراق لأن ضوابط وشروط دولهم لا تسمح لهم بالذهاب للعراق إلا بعد سنوات لأنهم ببساطة من حملة الجنسية المزدوجة وللعلم أي ممثل ما زار العراق لحد الآن يحمل جنسية أجنبية ... شكد حلو واحد ينتقد فد شيء هوَ يسويه..
المفارقة الثالثة والأخيرة
( تره هوايه اكو بس طولت عليكم ) أن هذه البرامج التي تهاجم النظام السياسي الجديد والتي أصبحت أسطوانه مشروخه تعودنا عليها كل عام وفي كل يوم تنفذ بملايين الدولارات ولكنها تبخس حق الفنان العراقي .. هل يعقل أن ممثل عراقي كبير وقامه شامخه في تاريخ الفن العراقي يتقاضى فقط 80 دولاراً للحلقة الواحدة يعني 100 ألف دينار عراقي ...عجبي
[size=21]
رمضان مبارك عليكم وعلى كل أهلنا من شماله الى وسطه وجنوبه ... مع خالص المحبة والتقدير